غزة-وكالة سماء - توفيق المصري - لم يمضِ بضعة أشهر على التحدي الذي خاضته طالبة الثانوية العامة ميساء أشرف الشنطي(17 عاماً)، فظروفها لم تمنعها من قهر المعيقات التي واجهتها، ولم يشكل عليها عدم تواجد والدتها بجانبها خلال تقديمها لامتحانات الثانوية العامة، أي عائق، فأمها التي ابتعدت عن مساندتها لترافق أخيها الذي يتلقى علاجه في مستشفى "هداريم" في اسرائيل، شكل ذلك داخلها دافعاً أنه لا بد لها من أن تحظى بمعدل يكون سبيلاً لإدخال الفرحة لقلب والدها وتمسح به دمع أمها وتضمد به جراح أخيها.

ولا حدود للأمل فالتحدي الذي خاضته ميساء أوصلها لتوقع أنه لابد أن تحصل على معدل (90%) على أقل تقدير، ولتتفاجأ في يوم إعلان النتائج بأن نتيجتها كانت بمستوى التحدي بل وفاقته بقليل، فحصلت على معدل (94.6%)، أهلها وفتح أمامها مستقبلاً، وأبواب الجامعات الفلسطينية لأن تسجل في أي كلية من كلياتها.

وتقول الطالبة ميساء أن أمنيتها كانت خلال دراستها للثانوية العامة هي دراسة القانون، وأشارت أن ما لفت نظرها للتسجيل في جامعة الاسراء بغزة هي أنها جامعة تسعى إلى التطور والتطوير المستمر.

مرحلة الدراسة الجامعية والتي لا تقل فيها كمية التحدي عن مرحلة الثانوية العامة حيث تسعى ميساء للحصول على معدلات تفوق (90%)؛ من أجل هدف آخر هو الحصول على مرتبة الأوائل.

وتمنت ميساء بأن تحصل على الوظيفة بسرعة وفور انتهائها من دراستها لبكالوريوس القانون، ورأت الطالبة ميساء بأن مستقبل الوظائف لطلبة جامعة الاسراء أكبر بسبب تخصصات الجامعة المميزة والحديثة واعتمادها لأساليب التدريس المتطورة.

أما والد ميساء مهندس الاتصالات الاستاذ أشرف الشنطي والعقيد في الشرطة البحرية الفلسطينية، يوضح أنه تعرف على جامعة الاسراء من خلال دعوة الجامعة لحضور حفل تكريم أوائل الثانوية العامة والمتفوقين والمتفوقات، والذي قامت فيه إدارة الجامعة بالتعريف عن الجامعة وكلياتها وتخصصاتها المميزة والحديثة، وبأنه سعى لتسجيل ابنته بها لقناعة ابنته بها أولاً وببرامجها المميزة.

وذكر والد ميساء المهندس أشرف بأنه سمع بأن جامعة الاسراء ستقوم بتدريس تخصص علم النفس الإكلينيكي، وأوضح بأن هذا التخصص يدرس لأول مرة في فلسطين، ما بين غزة والضفة.

ويرى المهندس أشرف في جامعة الاسراء بأن المستقبل أمامها، وتمنى للجامعة كل التوفيق وفي أنها تستمر في تقديم برامج مميزة.

جامعة الاسراء بغزة ورغم حداثة انطلاقتها الذي لم يتعدى عامان، إلا أنها تحظى بترحيب وإقبال من قبل الطلاب، كما وتحظى بتقدير من قبل وزارة التربية والتعليم والعديد من المؤسسات والمؤسسات الاعلامية أيضاً، حيث تسعى هذه الجامعة الحديثة النشأة لمساندة المجتمع الفلسطيني، من خلال بحوثها ودراساتها التي تهم قطاعاً كبير من الشعب الفلسطيني، وآخرها اكتشاف مادة بديلة للقمح بواسطة خبراء في الجامعة، وغيرها من البحوث والدراسات التي أجرتها الجامعة.

أما الطالب مصطفى الدهدار والذي قام بالتسجيل بجامعة الإسراء حين تخرجه من مرحلة الثانوية العامة العام الماضي بعدما حصل على معدل (74.8%)، لفت أن أمنيته كانت دراسة الصحافة، وأنه لظروف معينة درس الحقوق لعام كامل وعمد بعده على التحويل لكلية الإعلام فور افتتاحها لتخصصاتها.

يقول الطالب مصطفى:" حينما فتح تخصص الصحافة في الجامعة وجدت جانب من الابداع والذي تختلف فيه عن باقي الجامعات، وذلك بتخصص الطالب داخل التخصص نفسه".

وتابع:" ان هذا شيئ متميز لم ألقَ مثله في جامعات أخرى، بأنني أتخصص مثلاً بتخصص داخل تخصص الاذاعة والتليفزيون وفي الجرافيك وفي فنون المسرح وأشياء كثيرة كانت من ضمن أحلامي وإن شاء الله أحققها(...)، وهذه التخصصات عنوانها التميز والابداع في الصحافة والاعلام وتكنولوجيا الاتصال".

واعتبر الطالب مصطفى:" أن هذه الجامعة هي عنوان للرقي والتطور من خلال تخصصاتها الجديدة والحديثة والتي تواكب العصر والتي تميزت بها عن نظيراتها من جامعات الوطن(...)، وإن هذا كان أكبر دافع لأن ألتحق بها".

وعلى صعيد المنح والقروض حيث أفاد الطالب بأن الجامعة تقدم العديد من المنح الاجتماعية لطلابها، وان دفع الرسوم المستحقة لا يشكل عائقاً أمام اكمال طلابها لدراستهم، واعتبر أن الجامعة تراعي أوضاع الطلبة الاجتماعية بخلاف الجامعات التي لا ترحهم طلابها في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشها المواطنون في قطاع غزة.

ويطمح مصطفى بأن تصبح جامعة الاسراء جامعة رائدة ومتميزة في مجال البحث العلمي.

يقول مصطفى:" من الواضح أن الجامعة تسعى من خلال تخصصاتها لدمجنا في سوق العمل، وأتمنى بعد التخرج بأن تكون فرص العمل متاحة أكثر، وأن تهتم الحكومة في فئة الشباب والخريجين بقطاع غزة".

وتسعى جامعة الاسراء لصقل مهارات طلبتها ويذكر الطالب مصطفى قائلاً:" كنت طالب في كلية الحقوق العام الماضي، ومن خلال مشاركتي في أنشطة الجامعة العلمية والتعلمية اصبح لدي القدرة الكاملة على تقديم محاضرة متكاملة الاركان وبأحدث الطرق العلمية، واصبح لدي القدرة في مشاركة كافة انشطة المجتمع المحلي التي تطرحها أي مؤسسة، وهذا كله بفضل جهود الطاقم الاكاديمي".

إرادة التغيير والاحتراف

بدوره أكد رئيس جامعة الاسراء د. عدنان الحجار أن الدور الريادي لجامعة الإسراء يرتبط ارتباطاً وثيقاً بكونها جزءاً من المجتمع الفلسطيني، وهو ما سيميز الجامعة في العمل الجاد للبحث العلمي المعمق في المشكلات التي تواجه المجتمع الفلسطيني، ومن ثم تقديم الاقتراحات والحلول لهذه المشكلات ما يسهم في تخفيف معاناة المواطن الفلسطيني.

وقال د. الحجار:" ان الجامعة انطلقت نتاج التقاء إرادة التغيير والاحتراف، حيث إرادة مجلس الإدارة في التغيير وإنشاء جامعة فلسطينية وطنية، لها سماتها الخاصة، وإرادة التميز والإبداع، فكانت الجامعة الأمل في تعليم عصري قائم على التطبيق والتقنية والتكنولوجيا الحديثة المتطورة".

ولفت د. الحجار:" أن جامعة الاسراء تسعى إلى تحقيق أهدافها من خلال التواصل المستمر مع كافة الجهات الأكاديمية والتعليمية في الوطن والخارج؛ من أجل الطالب الفلسطيني، وتقديم الأفضل له دائما، والتنسق مع الجامعات الفلسطينية والعربية والدولية؛ بغرض التعاون العلمي، والأكاديمي الذي يعزز مكانة الطالب والمدرس والباحث، ويضيف جديداً لهم في مجال العلم والمعرفة"، وأضاف:" إن التميز الذي نسعى اليه في جامعة الإسراء يجعلنا نُسخر كل الجهود والخبرات لتخريج جيل جديد من القادة والمبدعين في مختلف مجالات المعرفة لتكون الجامعة قوة للتطوير والرقي".

وأشار د. الحجار أن جامعته وفرت بيئة تعليمية متكاملة واستقطبت نخبة مميزة من الأساتذة المؤهلين، ووفرت الخطط الدراسية المعدة إعداداً دقيقاً من خبراء مختصين، ومنهاجاً مدروساً يربط بين الدراسة النظرية والتطبيق، قادراً على احتضان طالب طموح؛ من أجل تخريج قيادي مؤهل، للتنافس وإثبات الذات وطنياً وعالمياً.

من جانبه أكد عميد كلية الحقوق والعلوم السياسية د. علاء مطر أن الخطط الدراسية تخضع لعملية تحديث مستمر ولكل برنامج، ولفت أن لكل كلية أجندتها الاستشارية والتي يقع على عاتقها التطوير والتحديث المستمر؛ من أجل مواكبة العصر ولتخريج جيل يحظى بعلم مواكب للمرحلة ويسهل أمامه طريق حصوله على وظيف في سوق العمل.

وقال د. مطر أن من أهم أهداف الجامعة تطوير البرامج الأكاديمية بشكلٍ مستمر بما يراعي معايير الجودة العالمية، وإعداد خريجين متميزين قادرين على تلبية احتياجات سوق العمل.

وأوضح أن جامعة الإسراء تطمح أن تكون رائدة ومتميزة في العلم والمعرفة والبحث العلمي على المستوي الوطني والعربي والدولي لتساهم في التنمية والتقدم، وقال:" تسعى جامعة الإسراء إلى المشاركة في تنمية المجتمع، من خلال تشجيع البحث العلمي، وتقديم برامج أكاديمية ذات جودة عالية، تقلص الفجوة بين النظرية والتطبيق، من خلال أكاديميين أكفاء بخبرات متميزة، بما يساهِمُ في إعداد خريجين مؤهلين قادرين على تلبية احتياجات سوق العمل، والمساهمة بفعاليّةٍ في بناء مستقبل وطنهم".

هيئة الاعتماد والجودة تشيد بأدائها

من جانبها أشادت هيئة الاعتماد والجودة التابعة للتعليم العالي في وزارة التربية والتعليم في وقت سابق، بأداء جامعة الاسراء خلال جولة نظمتها الهيئة للاضطلاع عن كثب على تجهيزات الجامعة من تجهيز المختبرات العلمية ومختبرات الحاسوب، والقاعات، ومكتبة الجامعة، والقبول والتسجيل، ولأروقة الجامعة؛ والمرافق الأخرى؛ من أـجل التأكد من جودة الأداء والعمل في جميع مرافق الجامعة وفقاً لمعايير الهيئة.