عند اجتياز الطالب مرحلة الثانوية العامة يبدأ بالتفكير بأنه وصل إلى أول درجة من سلم المستقبل الذي يتمناه ويسعى لتحقيق أهدافه، ويحاول اختيار الكلية والتخصص الذي يشعر ويرى أنه يلائم طموحاته وسوق العمل الذي سيخدم به، ويعتبر الركيزة الأساسية في هذا الاختيار ملائمة التخصص لسوق العمل، الذي قضى سنين عمره في الدراسة حتي يكُون مستقبله.

لكن ما يراه الطالب الجامعي عند تخرجه أنه ما تم دراسته سابقاً بعيد نسبياً عن الواقع العملي ومجالات سوق العمل المطلوب نظراً للتطور والتقدم الذي وصلت إليه الجامعات الأخرى خارج الوطن، وفي محاولة منه للخروج والعمل خارج الوطن يجد أن العلم اختلف من دولة إلي أخرى وبسبب التقدم الذي وصلت إليه تلك الدول وسعت في تطوير ذلك التقدم من خلال الارتقاء بطلابها وتغطيتهم بكافة المهارات التدريبة التي تجعلهم متميزين وحاضرين في كل النواحي العلمية والعملية.

لقد شدتني ما جاءت به فكرة جامعة الإسراء في قطاع غزة، تلك الجامعة الجديدة التي بدأت بشعار "التغير نحو الاحتراف" لواقع متطور وشامل لسوق العمل والتي أصبحت بعمرها القصير واحدة من ضمن مؤسسات التعليم العالي المتميزة ومن ضمن الاختيارات الأولى لطالب حديث التخرج من الثانوية، حيث من أهدافها أن تعمل علي تخريج طالب مؤهل ذو كفاءة عالية بتغير نمطي جديد متطور وكامل يكون فيه الطالب قادراً على التكيف مع تطورات العمل الميدانية التي تنشأ بين الفينة والأخرى. خاصة وأن الجامعة أسهمت بالعديد من الإعفاءات المميزة للطالب لتمكينه من الالتحاق بالتعليم العالي ومساعدته في ظل المعاناة الاقتصادية التي يعيشها غالبية سكان قطاع غزة ومنهم الطلاب، وهو ما يجعلنا نثق بقدرة هذه المؤسسة التعليمية التي قدمت كل هذه التسهيلات لجميع الطلبة ورفعت المعاناة عن أبناء شعبنا ولكي لا تحرم طلبتنا من التعليم، بشعار تلك الجامعة التغير نحو الاحتراف الذي بدأ صداه ينضح من خلال أولى أفكارها بالامتحانات الإلكترونية والتي تعتبر الإنجاز الأول في الجامعات والتغير المعروف في طرقه منذ سنوات بالإضافة إلي ذلك اعتماد نظام الأيزو 9001ISO  العالمية للمعاير والجودة في برامجها وكلياتها.

إن تلك المحاولات التي تسعي لها جامعة الإسراء تعتبر إنجازات مهمة ومتطورة لتغير النمط الجامعي الفلسطيني وتقوية الركيزة لتطوير العلم بشتى الطرق لتنافس به الجامعات الدولية من خلال تأهيل طلاب قادرين على التغير والتميز الذي يعتبر إنجاز مشهود ومتطور للمرحلة التعليمية الحديثة ، إن الارتقاء بالتعليم في جامعات فلسطين هو هدف من أهداف البقاء التاريخي لفلسطين الذي نسعي من خلاله لتكوين جيل واعي مثقف مقاوم، لأن المثقف هو أول من يقاوم وأخر من ينكسر وهو القادر علي التغيير وتطوير الإمكانيات.

إن تميز الجامعات وتطورها يبدأ بتغيير نمطها والسعي الكامل للوصول إلي أهداف الطالب وزيادة إنجازاته، ثم التراكم الكثير للطلبة دون إنجاز هو من أوصلنا لهذا الحال من تفاقم البطالة، الذي نتمنى أن يستطيع الخريج تطوير والقيام بمشاريع تخدم وطنه وتظهر قدراته، فلذلك أهمية التعليم تكمن في الإنجاز والتطوير وعدم التوقف و التخطيط ورسم الأولويات حتي لاتتوقف على شيء معين ولكن لتبقى متواصلة متمكنة من الوصول لأسمى القمم ، فمن خلال التميز الذي صنعته جامعة الإسراء ومن خلال تغير النمط الجامعي والعمل على تطويره من خلال كليات متميزة وأساتذة قادرين على الوصول بالطالب لتحقيق الأهداف والتطوير يعتبر من أسمى الأمنيات التي يتمناها الشارع الفلسطيني للبيئة التعليمية، إن حماية البنية التعليمية وتطويرها وحمايتها هي هدف لكل فلسطيني محب لوطنه ولشعبه ويتمني التميز من خلالها.

لقد بدأت جامعة الإسراء من خلال هدف تسعي لتحقيقه وهو بيئة تعليمية متكاملة متطورة، تلك المميزات التي بدأت بها جامعة الإسراء تبشر بأننا مقبلون على بيئة تعليمية حضارية متطورة، ترسم جيل صاعد ومؤهل قادر علي التكيف مع الواقع وتطوراته.