غزة – العلاقات العامة

أكد بحث علمي محكم قدمه الدكتور حسن دوحان في المؤتمر الدولي الذي عقد في العاصمة اللبنانية بيروت تحت عنوان "فلسطين قضية وواجب" أن الإعلام الفلسطيني لعب دوراً ملموساً في تعزيز الانقسام الداخلي من خلال دخولها في حالة الجدل السياسي والصراع على الحكم، الامر الذي أدى لإهمال تناول قضايا الحل قضايا الحل النهائي (القدس – اللاجئين – الحدود – الدولة – المستوطنات).

وأوضح د. دوحان في بحثه، أن قضايا الحل النهائي تمثل عمق القضية الفلسطينية بعدما أعلنت منظمة التحرير الفلسطينية قبولها بحدود عام 1967 كأساس لحل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي مع إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين يقوم على أساس العودة لديارهم التي هجرت منهم وهو الامر الذي رفضته دولة الاحتلال "الاسرائيلي" وتبنت لمواجهته مصطلح الدولة اليهودية الهادف لتهجير ما تبقى من فلسطينيين داخل الاراضي المحتلة عام 1948 الى نطاق الدولة الفلسطينية.

وأكد، أن الانقسام الفلسطيني ألقى بضلاله القاتمة والقاتلة على القضايا الرئيسية من استيطان وتهويد ، بل ولعبت المؤسسات الاعلامية في تغيير أولويات الجماهير، وتحول تركيزها من التصدي للمخططات الاسرائيلية الى التركيز على قضايا الانقسام وتفاصيلها كملهاه للشعب عن قضاياه الأساسية.

واستهدفت البحث التعرف على اتجاهات النخبة الاعلامية حول تناول وسائل الاعلام الفلسطينية لقضايا الانقسام وقضايا الحل النهائي  (القدس – اللاجئين – الدولة – الحدود – المستوطنات) باعتبار تلك القضايا تشكل جوهر الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

وتوصل الباحث إلى عدة نتائج تمثلت في طغيان قضايا الانقسام على قضايا الحل النهائي من حيث اهتمام وسائل الاعلام الفلسطينية ومتابعة النخبة الاعلامية لها، ولما لذلك من آثار كارثية على القضية الفلسطينية من حيث استمرار التفرد الاسرائيلي وتراجع الدعم العربي، وتعزيز الانقسامات الفلسطينية الداخلية والانشغال بها، وزيادة وتيرة الاستيطان وتهويد القدس، وغياب افق الحل للقضية الفلسطينية، وتراجع الاهتمام بقضايا الحل النهائي لصالح قضايا الانقسام، فقد تبين تبعاً لوجهة نظر النخبة الاعلامية أن قضية الرواتب والموظفين إحدى قضايا الانقسام استحوذت على المرتبة الأولى من اهتمام وسائل الاعلام الفلسطينية تلتها قضية القدس ثم اللاجئين، وهذا بدوره يشير الى تبوأ الهموم اليومية والشخصية والمعيشية للمواطنين من حيث اهتمام وسائل الاعلام بما يؤكد أن اسرائيل معنية بالانقسام بالدرجة الأولى لأنه يساهم في تغيير حتى اولويات وسائل الاعلام نحو قضايا الانقسام وليس القضايا الوطنية التي تشكل جوهر الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.

وأوصى الباحث ، بضرورة إبراز الاعلام الفلسطيني القضايا الجوهرية في جميع وسائله، وتكثيف الانشطة المناوئة للانقسام داخليا وخارجيا وتبنيها من قبل وسائل الاعلام الفلسطينية للضغط على اصحاب القرار لإتمام المصالحة، وتنظيم حملات توعية بالقضايا الوطنية عبر مواقع التواصل الاجتماعي باعتبارها أحد وسائل الوصول والتواصل مع الشباب والشابات، وتعزيز مقومات الوحدة الفلسطينية من خلال التركيز على قصص المقاومة الوحدوية باعتبارها نماذج للوحدة، وإيجاد حلول لمشاكل الشباب في قطاع غزة بعيداً عن الانقسام والمتمثلة في البطالة.