نظّمت جامعة الإسراء ومنتدى الإعلاميين الفلسطينيين، عرضًا مرئيًا حول "صحافة انتفاضة الحجارة" بمناسبة مرور 35 عامًا على الانتفاضة الأولى، وذلك في حرم الجامعة الرئيس بمدينة الزهراء.

وتناول الفيلم المرئي توثيقًا لتجربة عمل الصحفيين الفلسطينيين خلال تلك الفترة وما رافقها من انتهاكات بحقهم، إضافة لمشاهد اعتقالات وتنكيل بحق المدنيين الفلسطينيين أثرت في الرأي العام الدولي.

وحضر اللقاء عميد كلية العلوم الإنسانية د. أسماء نصر، وأ. أحمد الأغا رئيس قسم الصحافة وتكنولوجيا الإعلام والاتصال بالجامعة، وأ. محمد ياسين مدير منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، وأ. عماد الإفرنجي مدير مكتب قناة القدس في غزة، أ. سواح أبو سيف مصور التلفزيون الألماني، وأعضاء الهيئة الأكاديمية بالقسم ولفيف من الطلبة والمهتمين.

بدورها، رحّبت د. نصر بوفد منتدى الإعلاميين الفلسطينيين، مثمنة دورهم الفاعل في الارتقاء بالعمل الإعلامي ودعم الصحفيين وطلبة الإعلام على صعيد تنفيذ الفعاليات والمبادرات الإعلامية والدورات التدريبية في فنون العمل الصحفي.

وأوضح أ. ياسين أن فعالية صحافة انتفاضة الحجارة ترمي لربط الماضي بالحاضر بالمستقبل، وأنها نبش في الذاكرة الوطنية لإشعال الحنين للانتفاضة المجيدة، مشيداً بتعاون قسم الإعلام في جامعة الإسراء، مشيراً إلى أهمية وخطورة دور الإعلام في مختلف مراحل الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي، مضيفاً أن الاستهداف الإسرائيلي الشرس للإعلام الفلسطيني بكل مكوناته يعبر عن حجم انزعاج الاحتلال من الإعلام الفلسطيني، وسعيه لطمس الرواية الفلسطينية بمختلف أشكال الإرهاب والعدوان".

ودعا أ. ياسين لضرورة الاهتمام بالأرشيف الوطني، ومضى يقول:" بكل أسف أخبرني صحفي يعمل بوكالة دولية أنه فقد أرشيف انتفاضة الحجارة جراء تدمير الاحتلال لمقر عمله خلال عدوان مايو2021"، معتبراً ذلك "خسارة فادحة"، مبيناً أن استعراض تجارب الصحفيين ترمي لاطلاع طلبة الإعلام على حجم التحديات التي واجهها فرسان الإعلام الفلسطيني خلال انتفاضة الحجارة، حاثاً إياهم على الاستعداد والتزود بالمهارات اللازمة لتوثيق مراحل التحرير والنصر المقبلة.

من جانبه، أعرب أ. الإفرنجي عن سعادته بتنظيم هذه الفعالية التي توثق تجربة حقبة تاريخية مهمة من نضال الشعب الفلسطيني، وتبرز جهود صحفيين جادوا بدمائهم وأرواحهم من أجل أنّ تصل الكلمة والصورة الحقيقية التي غيرت في أذهان الشعوب الغربية عن حقوق الشعب الفلسطيني وعدالة قضيته.

 وتحدث أ. الإفرنجي عن تجربته الصحفية التي رافقت أشد الأوضاع صعوبة على صعيد تحكم الاحتلال الإسرائيلي في كل ما يجري من اتصالات ونقل معلومات، إضافة إلى بدائية الأدوات والتقنيات التي كانت تشكل عائقًا للصحفيين في إيصال رسالتهم للعالم.

ولفت أ. الإفرنجي إلى أنّ الإعلام الفلسطيني المقاوم استطاع بكوادره المهنية أن يخاطب العالم، وأن يُحدث أثرًا في وعي الشعوب على الرغم من آلة الدعاية الإسرائيلية التي تحاول على الدوام تزييف الحقائق ومنع الرواية الفلسطينية من الظهور.

وحث أ. الإفرنجي طلبة الإعلام إلى تطوير الجانب اللغوي وامتلاك مهارات الإعلام الرقمي، فضلاً عن أهمية عنصر التخصص الذي يحقق للصحفي التميز في إحدى مجالات الإعلام المطلوبة لسوق العمل.

وفي كلمته، تحدث أ. أبو سيف عن تجربته في العمل مع المؤسسات الإعلامية الدولية، مستعرضًا أهمية أنسنة الرسالة الإعلامية الفلسطينية لكي تصل للعالم بشكل فعّال ومؤثر.