نظمت كلية العلوم الإدارية والمالية في جامعة الإسراء، يوم الخميس، في مقرها الرئيس بمدينة الزهراء، يومًا دراسيًا علميًا بعنوان "الريادة والتمكين في فلسطين-الواقع واستشراف المستقبل"، بحضور معالي المهندس أسامة السعداوي، وزير الريادة والتمكين، والأستاذ الدكتور عبد الخالق الفرا رئيس الجامعة، والدكتور أحمد الحساينة نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية والمالية، والدكتور علاء مطر نائب الرئيس للشؤون الأكاديمية، والدكتور أحمد شرف عميد كلية الإدارة والعلوم المالية، وعدد من الباحثين والمشاركين من أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة.

وافتتح اليوم الدراسي الأستاذ الدكتور عبد الخالق الفرا مرحباً بضيف الجامعة معالي الوزير المهندس أسامة السعداوي، والضيوف الأكارم من الإعلاميين والصحفيين والمحاضرين والباحثين والطلبة، متوجهًا بالشكر للمشاركين في اليوم الدراسي الخاص ببحث الريادة في فلسطين.

واعتبر الأستاذ الدكتور الفرا أن الجامعة "تؤكد عبر تنظيمها هذا اليوم العلمي على مسيرتها العلمية والوطنية"، لافتًا إلى أن "الجامعات تنهض بما تقدمه من أبحاث ودراسات تعود بالنفع على المجتمع، والمتأمل في مسيرة الجامعة يلمس دورها الفعلي في حياة مجتمعها الفلسطيني". مؤكدًا أن "ما تمتلكه الجامعة من خبرة يؤهلها لأن تكون الرائدة دومًا، حيث شقت الجامعة مسيرتها الأكاديمية، وطريقها نحو الريادة والتميز بخطى ثابتة ومدروسة، ووفق رؤيةً تتسم بالعمق والشمولية مما جعل منها منارةً في سماء العلم والمعرفة".

وأوضح الأستاذ الدكتور الفرا أن الجامعة انتقلت "نقلة نوعية في أعمالها عبر تطوير مبانيها ومختبراتها، ومن خلال بناء مستشفى الزهراء التعليمي، وتدشين مدينة الإسراء الطبية، لتكون كأحد أكبر وأهم الحاضنات الطبية في فلسطين".

وفي سياق منفصل، أعرب رئيس الجامعة عن تهنئته الحارة لدولة الكويت الشقيقة بمناسبة حلول العيد الوطني الكويتي والذي يتزامن مع عقد اليوم الدراسي، قائلاً: "في هذا المقام اسمحوا لي جميعًا حبًا وعرفانًا ووفاءً، وبالأصالة عن نفسي وعن أسرة الجامعة أن أتقدم من صاحب السمو الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، وسمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح ولي عهد دولة الكويت، ومن حكومة الكويت وشعب الكويت الشقيق بالتهنئة والتبريكات بمناسبة العيد الوطني الــ 61 وذكرى التحرير الــ31، وأقول هنا بأن الكويت أكبر من توصف بكلمات فالكويت هي من انتصرت لأبناء شعبنا الفلسطيني، وهي من تنتصر للقضية الفلسطينية عبر مواقفها المشرفة من رفض صفقة القرن، ورفض التطبيع مع دولة الكيان، فحفظ الله الكويت وأدام أعيادهم بالخير والأمن والأمان".

من جانبه أعرب المهندس أسامة السعداوي عن سعادته بالمشاركة في هذا اليوم الدراسي في رحاب جامعة الإسراء"، قائلًا: "يشرفني أن أنقل لكم تحيات القيادة الفلسطينية ممثلة بفخامة السيد الرئيس محمود عباس حفظه الله، ودولة رئيس الوزراء معالي الدكتور محمد اشتية. وكلمة حق تقال بأن النظرة العامة لدينا عن جامعة الاسراء بأنها جامعة جّدية واعدة وطموحة، وتربط مخرجات التعليم بالسوق المحلي والعالمي، ويشار لها باحترام ".

وفيما يخص الريادة في فلسطين، كشف المهندس السعداوي بأنه من أبرز التحديات التي تواجه الريادة في فلسطين تتمثل في "ثقافة المجتمع تجاه الريادة"، مؤكدًا أن "الغالبية من أفراد المجتمع لا تزال تبحث عن فرص العمل من خلال الوظائف، في حين أن الريادة تعني خلق فرص عمل ذاتية استنادًا إلى الإمكانيات الذاتية المتاحة، موضحًا أنه "إذا ما تم النظر إلى ما يجري في العالم فسنجد أنه عند البحث عن أهم خمس شركات في العالم، قبل عشر سنوات من الآن، فكانت عبارة عن تلك الشركات التي تعمل في قطاعات الميديا، والصناعة العسكرية، والعلوم الفضائية، أما اليوم نرى بأن أكبر الشركات هي التي تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات".

وأشار الوزير السعداوي بأن مجال تكنولوجيا المعلومات أصبح بمثابة "كلمة السر للتقدم"، مؤكدًا أن "من يمتلك المعلومات اليوم هو الذي يمتلك الاقتصاديات، حيث تحول الاقتصاد التقليدي الذي كان يدرس في السابق، إلى اقتصاد مبني على المعرفة، وهنا يأتي دور ريادة الأعمال التي تستكشف الفرص والامكانيات والفجوات، ليس فقط محليًا، بل وعالميًا كذلك، وهذا ما نأمله من الجامعات الفلسطينية في أن تتنبه لهذا".

واستعرض المهندس السعداوي نتائج ما قامت به الوزارة من أبحاث ودراسات وورش عمل حول تعزيز الريادة في فلسطين، قائلًا: "أجرينا الكثير من الدراسات وورش العمل، وتوصلنا بأن الريادة في فلسطين ستكون ممر إجباري نتيجة محدودية فرص العمل، وإمكانية التشغيل في ظل الظروف الاقتصادية المعقدة نتيجة الاحتلال الإسرائيلي واجراءاته، وإغلاق المعابر، وما سببه انتشار جائحة كورونا".

وبين وزير الريادة والتمكين بأن الريادة تعد السبيل الوحيد الذي يمكَن الفلسطينيين من "القفز عن الحدود والحواجز والتغلب على المعيقات التي يفرضها الاحتلال، لأنها تعتمد على رأس المال البشري والفكري للفرد". لافتًا إلى قيام الوزارة بدراسة استشرافية لبحث مستقبل الريادة في فلسطين والتحديات التي تواجهها وتوصلت الدراسة إلى أن التعليم يعتبر "أداة أساسية في تعزيز مفهوم الريادة في فلسطين، وتطويره عبر موائمة البرامج والتخصصات ومخرجات التعليم في الجامعات مع متطلبات واحتياجات السوق المحلية والعالمية، وعبر التركيز على مهارات التعليم التفاعلي وليس على أساليب التعليم التقليدي القائم على التلقين والمحاضرة التقليدية، والانتقال إلى مرحلة إخراج واستكشاف المواهب والقدرات لدى الطلبة"، مؤكدًا على تركيز الحكومة على تطوير نظام التعليم من خلال وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.

وأضاف المهندس السعداوي بأن "الريادة تحتاج كذلك إلى قوانين وتشريعات تدعم متطلبات العمل الريادي في المجتمع وهذا ما عكفت الحكومة الفلسطينية على القيام به ليكون هنالك قانون وتشريعات جاذبة ومشجعة للعمل الريادي". لافتًا إلى ضرورة أن تتضافر الجهود الحكومية ومؤسسات التعليم العالي والقطاع الخاص "بهدف تعزيز مفهوم الريادة ومتطلباته في المجتمع الفلسطيني".

وفي ختام مداخلته تقدم معالي الوزير سعداوي بالتهنئة الحارة إلى دولة الكويت ملكاً وحكومةً وشعباً بمناسبة حلول ذكرى عيدها الوطني، مستذكرًا احتضان الكويت وشعبها "الرصاصة والخلية الأولى للثورة الفلسطينية"، ومواقف القيادة الكويتية الثابتة تجاه دعم القضية الفلسطينية سياسياً واقتصادياً.

بدوره بين الدكتور أحمد شرف بأن كلية العلوم الإدارية والمالية حرصت على تنظيم هذا اليوم الدراسي نظرًا لأهمية موضوع الريادة، مشددًا أنه "يأتي في سياق ما يلقى على عاتق الكلية تجاه فلسطين وتجاه أبنائه الطلبة، بهدف الارتقاء بهم، وتأهيلهم لسوق العمل. قائلاً "كلنا يعلم ما يمر به القطاع من ظروف اقتصادية وسياسية صعبة، في ظل وجود الاحتلال الاسرائيلي في فلسطين مما يحتم علينا التطرق لمثل هذه المواضيع لمساندة طلابنا ومساعدتهم في تأسيس مستقبل أفضل لهم".

وأضاف الدكتور شرف بأن هذا النشاط العلمي يسعى أيضًا إلى تعزيز ثقافة ريادة الأعمال في فلسطين وتشجيع الطلبة للخوض في هذا المجال المهم، والذي يعتبر أساسًا في ظل ما يشهده العالم من "ثورة في المعلومات"، مبينًا أن الريادة من شأنها أن تساهم في تعزيز التنمية الاقتصادية على "مستوى الفرد والمجتمع والوطن ككل".

وأشار عميد كلية العلوم الإدارية والمالية إلى أنه سيتم البحث في سبل تطوير العمل الريادي في فلسطين، والاطلاع على تجارب ريادية ناجحة في كل من رام الله وقطاع غزة.

ويأتي تنظيم هذا اليوم الدراسي ضمن الأنشطة العلمية التي تنظمها جامعة الاسراء بهدف صقل طلبتها بالمهارات العملية اللازمة والتي تؤهله لسوق العمل المحلي والعالمي.

WhatsApp Image 2022-02-26 at 9.19.09 AM (1).jpeg
WhatsApp Image 2022-02-26 at 9.24.04 AM.jpeg
الريادة ‫(1)‬.jpeg
 

 


الريادة ‫(30912396)‬ ‫‬.jpeg
الريادة ‫(30912395)‬ ‫‬.jpeg
الريادة ‫(30912394)‬ ‫‬.jpeg
الريادة ‫(30912393)‬ ‫‬.jpeg
الريادة ‫(1)‬ ‫‬.jpeg